بسم الله الرحمن الرحيم

إنا لله وإنا إليه راجعون والعاقبة للمتقين

صدق الله العظيم
ززز
 

زوجتي المخلصة أم محمد

رحمة الله على روحك الطاهرة لقد كنت الزوجة الوفية المخلصة وقد أحسنت تربية أبنائنا وكنت لهم أثناء غيابي الأب والام المثالية ولم تكوني تحبين السفر إلى الغربة وأحببت البقاء في الوطن رغم محاولاتي إقناعكم بالالتحاق بي لكن إرادة الله كانت الاقوى وكان إستشهادكم حيث جمع الله بينك وبين أولادنا الغوالي وتركتموني وحيدا في هذا العالم الظالم فألف رحمة على روحك الطاهرة .
أما بالنسبة لأبنتنا بشرى فقد فضلت أن تبقى مع جدتها على أمل أن تبقى قريبة منك ولم أرفض لها طلبها رغم حاجتي لوجودها معي لكنني فضلت تعويضها عن فراقكم بعدم مخالفتها الرأي ,وها أنا أعاملها بكل محبه إكراما  لكم ولها على أمل أن تدرك يوم ما  كم أنا بحاجة إليها لتكون معي . مع حرصي على تنفيذ ما ترضينه لها لو كنت مكانك .ودعائي للباري دوما أن يرزقني ما رزقكم وأن يجمعنا في الدنيا الآخرة
 


إلى  توأم الروح الغالي محمد

ماذا عساي أقول لك يا روح الروح  أأقول لك أنني إشتقت لسماع أصواتكم ورؤية وجوهكم المنيرة,  أتذكر آخر كلماتك حين قلت لي ترضى علينا يا بابا ولما أجبتك الله يرضى عليكم  أعدت على مسمعي ترضى علينا يا بابا وكأنك تدرك أيها الغالي أنها المرة الاخيرة التي أسمع بها صوتك الحبيب
حبيبي محمد علمت أنك بعد قصف المنزل بقيت على قيد الحياة لمدة تزيد عن الساعتين ربما على أمل أن تسمع صوتي كالعادة حيث كنا نتكلم سويا بشكل يومي ولأكثر من مرة في اليوم الواحد وبهذا تذكرني بالمرحوم والدي الذي لم يسلم الروح إلا بعد أن إطمأن على وجودي بخير من خلال إتصالكم بي عبر الانترنت حيث فتحتم الكاميرا بيننا وبعدها بربع ساعة أخبرتموني بإنتقاله للباري عز و جل رحمة الله عليكم يا أغلى الناس ويا صديق القلب والروح , لقد ذهبت للجامعة اللبنانية و بمجرد ذكر اسمك الغالي وجدتهم ينتحبون بكاء على الذكرى العطرة التي تركتها لديهم فما أروعك يا حبيب القلب يا من يعيش بداخلي يا من أشتاق لضمه إلى صدري علني أنسى اللوعة والالم على فراقكم
حبيبي الغالي  لقد سلموني بالجامعة شهادة الحقوق التي أهديتني إياها  قبل استشهادكم بأسبوع  حين قلت لي بحبك يا بابا طلعت الاول وبهديك نجاحي .إنها أغلى هدية بالكون ,مع العلم أن الجامعة اللبنانية قررت تسمية الدورة باسمك نتيجة فوزك بالمرتبة الأولى. آمل أن يجمعني الله معكم  ,إنشاء الله يكون يوم اللقاء قريب .

حبيبي و مهجة قلبي بلال

أتعلم أيها الغالي إن صورتك لا تفارقني وأذكر دوما حين كنت ترافقني للعمل وكنت تتابع الأعمال في المستودع عند استلام وتسليم البضائع وكيف كنت تشارك صديقي و أخي هشام في قسم المحاسبة وكأنك كنت تريد أن تثبت لي أنك تستطيع أن تقلد أباك مبكرا وأتذكر أيام كنت تقول لي خفف من الاتصال مرة أو مرتين في الاسبوع يكفي فنحن أصبحنا رجال سبحان الله يا حبيبي وكأن القدر كان لنا بالمرصاد فحرمني من حنانكم وطلتكم البهية دون أن أشبع من قربكم إنها مشيئة الله فله الحمد على كل شيئ , حبيبي بلال لقد زرت المهنية واستلمت شهادتك وكم أنا فخور بك أيها الصديق الذي أفتقده في هذه الأيام الصعبة والأليمة.
ها أنا أعيش أيامي على ذكراكم العطرة داعيا المولى أن يجمعنا في الدار الآخرة وتأكد يا قرة العين أنكم في قلبي و عقلي إلى أن يحين موعد اللقاء .
 
حبيبي الغالي طلال

أيها المميز يا من أبلغتني عن مدى إشتياقك لي قبل القصف بأيام وسألتني عن موعد عودتي وكانت إجابتي لك بغصة في أعماقي حين أجبتني بعد سؤالي لك لماذا تسألني عن موعد عودتي فقلت لي أنك في شوق لجلساتنا وكأنك تبلغني بطريقة غير مباشرة أن الشوق سيستمر بيننا حتى لقائنا في الدنيا الآخرة عسى أن يجمعني الله بكم أيها الغالي أيها الفنان وما أروعك وأنا أتأملك من خلال رسوماتك القليلة التي عثرنا عليها بين ركام المنزل وأحاول أن أستشف منها رحيقك وأشعر بأحاسيسك المرهفه وأتذكر معها الشرط الذي وضعته لتأتي إلى كندا حيث طلبت مني أن أعمل لك معرضا لرسوماتك ووعدتك بالايجاب لكن مشيئة الله حالت دون ذلك .ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
 

إلى بسمة البيت وآخر العنقود ياسين

أيها الحبيب إشتقت إلى طلتك وإلى خفة  ظلك حيث كنت دوما تسمعني النكت كلما أحسست أني متعب , فما أقربكم  يا ياسين إلى قلبي وروحي  أتعلم يا حبيبي أن ذكراكم العطرة أنت و إخوتك  في القرية وفي المسجد وفي المدرسة وأخلاقكم بين الناس تخفف عني هول المصيبة وقسوة فراقكم كيف لا وقد كنا على تواصل يومي و كأني أعيش معكم فكم أنا بحاجة إلى حنانكم و جمعتكم من حولي حيث  أصبحت اليوم وحيدا دون صديق ولا أخ ولا حبيب بعد أن كنتم كل حياتي ولا أستطيع نسيان كلماتك عندما فضلت البقاء مع والدتك وعدم السفر حيث قلت لي : طالما الماما باقية في لبنان فأنا لازم إبقى معها لكن ما تزعل مني يا بابا ...... سبحان الله  قمه الادب في الرفض 
أريدك أن تعلم أنكم جميعا في قلبي وعقلي  وروحي  إلى أن يجمعنا الله إنه على كل شئ قدير.
 

  إلى سيد الشهداء أبا ياسر رضوان الله عليه

سلام الله عليك أيها العالم المجاهد يا صاحب القلب الحنون يا حفيد رسول الله كم أفتقد نور وجهك المنير في ظل هذه المصيبة الجلل التي حلت بي وبعائلتي  بما لها من تشابه مع مصاب آل بيت محمد عليه السلام على مر العصور , إن هذا المصاب جعلني أذكر يوم  إستشهاد  أخي بلال وكيف  كانت مواساتكم ووقوفكم إلى جانبنا بكل محبة وأخوة وصدق ولا أنسى كيف جلست على  الأرض متواضعا باكيا مشاركا لنا تحمل هذا المصاب فما أحوجني إليك اليوم كيف لا والمصيبة أستهدفت  زوجتي وأولادي الذين لم ينسوا يوما التحدث بسيرتك العطرة والسير على خطاك
لقد عدت من الغربة يا سيدي  متخيلا أني سأجد أحبة حولي  لكن الواقع الأليم الذي وجدته هو إنشغال الناس كل بهمومه والتصرف كأن شيئا لم يكن وهكذا أرى المصيبة بحجم الكون كله وأجدني بحاجة إليك لتسمعني وبحاجة إلى صدرك الحنون لتضمني لكن هيهات لقد حاولت مرارا إيصال صوتنا لكني لم أجد آذانا صاغية من احد حاولت جاهدا أن أجد الأعذار لهم لكن  دون جدوى  فكانت اللا مبالات  فوقع ظلم ذوي القربى فكان أشد وأمر وأقصى . ونتيجة لهذا التجاهل خيل لي أن أفراد عائلتي أثناء نومهم هم الذين  قاموا بقصف  طائرات أعداء الله وقتلت الأنبياء بقي أن أقول لك أنني أدعو الله كما كنت يا سيدي تدعوه أن يرزقني ما رزقكم  من الشهادة  بعد  أن أنتقم لهذه الدماء الزكية فألحق بكم وأكون بجواركم  وأضم أبنائي إلي صدري  الذي إشتاق إليهم وأضمكم لأهنأ بقربكم بعيدا عن هذه الدنيا الزائلة  إن الله سميع مجيب .